احْتِيَاج
----------------
يَـــا حَبِيبِـــــي لا تَلُمْنِـــي إنَّــنِــــي – مِثْـلُ زَهْـرٍ في اشْتِيَـاقٍ وَاحْتِيَـــاجْ
قَطْرُ مَاءِ الصَّمْتِ لا يُجْدِي سُقًا – حَبْسُ نَبْضِ الحُـبِّ يُرْديهِ المِـزَاجْ
إِنَمَـا الأحَبَابُ فِـي عُرْفِ الهَـــوى – صَنْعَــةٌ مِـــنْ رَاوِيَـاتٍ وامْتِـــزَاجْ
شَــاءَتِ الأقْــــدَارُ أَنْ تَلقِــي بِــنَــا – فِــي بِحَــارٍ مِــنْ حَنيـنٍ واخْتِــلاجْ
أَيُّ بَـحْــرٍ فِيـــهِ قَلْبِــي قَــدْ هَــوَى – ظَامئًا والشَّـوقُ كَالمِلحِ الأُجَـاجْ
أغْــرَقَتْنِــي فِيـــهِ يِـومًــا مُهْجَتـِـي – لَيْـتَ تِـدْرِي يَا حَبِيبِـي حِينَ مَـاجْ
أَيُّ بُــرْكَـــاـنٍ تَــلَظَّـــى دَاخِلِــــــــي – يَحْـرِقُ الإحْسَـاسَ مِنْـهُ دُونَ نَــاجْ
مَــا رَوَتْنِــــي نَـظْــــرَةٌ أو بَسْمَـــةٌ – ثَـارَ دَمْعـي وحَنِينِي فِـي احْتِجَاجْ
ثَــوْرَةٌ قَــدْ ضَــجَّ مِنْهَـا مَضْجَعِي – فِـي مَسَــاءٍ طَـاعِـنٍ دُونَ انْبِــلاجْ
هَكَــذَا قَـدَّمْــتُ رُوحِــي طَــائِعَــا – دُونَ أنْ ألقـــى نشــــورا أو رواجْ
يـَا حَبِيبِــي، هَمْسَـةٌ قَــدْ قُـولْتُهَـا -- كِلمَــةٌ قَــدْ صَــارَ عَهْـدُهَا سِيَـاجْ
أنْـتَ كَوْنـِي وَحُـدُودِي ضُمَّنــي -- إِنَّ طَيْـــرِي فِــي شُــرُودٍ وانْزِعَاجْ
ضُـمَّ طَيــرِي فَـوْقَ دَوْحٍ هَائِــمٍ -- وَحَنَــانًـــا مِنْـكَ يُحْيِـيــهِ ابْـتِهَـــــاجْ
دَعْ سَحَـابَ الشَّوْقِ يَرْوِي زَهْرَتِي– كَـمْ تَــرَدَّى الزَّهْـرُ صَمْتًـا واحْتِيَاجْ
صِــرْتَ نُــــورًا للعيــونِ كُلَّمَـــــا – شَـــدَّ ظَــلامٌ أَوْجَــهُ كُنْـتَ السِّــراجْ
فِــي لَيَـــالٍ حَـالِكَـاتٍ كُنْــتَ لـــي – كَـوْكَــبٌ دُرِّيُ سَطَّـــاعُ الوِهَـــاجْ
حَتَّـى صَـارَ الحُـبُ عِنْدِي صَامِتًا – ثُـمَّ صَـارَ الصَّمْـتُ عُنْفًـا وارْتِجَاجْ
ثُــمَّ صَـارَ القَلْـبُ فِيـكَ المَـوْطِــنِ – أَبْعَــثُ الأشْـوَاقَ أسْـرَابًـا فِجَــاجْ
أُرْسَــلُ الأنّـــاتَ تَـتْــرًى رُبَّمَــــــا – كَــانَ مِـن عَيْنَيْـكَ صَنْعَــةُ النسَّـــاجْ
أُصْقِـــلُ الأحْـــلامَ تَـاجَــا للـوَرَى -- ثُـمَّ أَهْــدِي فَـوْقَ كُـلِّ الْهَـامِ تَــاجْ
أَصْنـَــعُ التِّرَيــاقَ مِــنْ نَبْضِي أَنَا – كُـلَّمَـــا أنَّــــتْ جِـــــــرَاحٌ ذَا عِــــــلاجْ
يِا حَبِيبِـي كُـنْ نَسِيمِـي إِنْ نَسَى – أَوْ قَلَــى يـَوْمًـا رَبِيعِـي الابْـتِهَــاجْ
دَعْ سَحَابَ العِشْقِ يَرْوِي زَهْرَتِي– كَــمْ تَـرَدّى الزَّهْـرُ صَمْتَـا واحْتِيَاجْ
لا تَكُـــنْ رَامٍ فُــــؤَادِي بِـالنَـــــوَي – مِثْلَـــهُ يَغْــدُو هَشِيمَــــا كَالزُّجَــاجْ
وَأْتِـنِــي كَالطَّيْــــرِ يَـهْــوَى أَيْكَـــــهُ – وَلْنُـقـِــمْ عُـرْسًـا بِفَجْــرِ الانْـبِــلاجْ
أَوْ فَـدَعْنِي فِي شُرُودِي صَامِتًا – يَحْرِقُ الإحِسَاسُ قَلْبِي حِينَ هَاجْ
------------
محمد صادق


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق