السبت، 20 يونيو 2020

زفاف العمر ... بثلم الأستاذة / شيماء حجازي



زفاف العمر " قصة قصيرة"
- في ليلة عرس تزينت وتجملت ، لكنها لم ترتدي فستانها الأبيض، سرعان ما تراه مطرزا بالآهات وأثقلته الهموم على كتافيها ، نظراتها حائرة من حاضر مطعون بالخوف والمجهول ، وراء جفن تختبئ دموع حارة تأبي السقوط !! على حافة العمر تنتظر أياما وعدتها بالسعادة والسرور ،
- الجميع يتراقبون خروجها بطلتها ورونقها ، كطاووسة بيضاء متوجة على عرش الجمال تربعت وتلألأت لها نجوم السماء تناثرت على فستانها لتشهد ليلة عرس ، يطرقون بابها بلهفة السؤال هل أنت جاهزة الآن ؟؟ لم تستجيب لهم !! أخذت تكتب كل ما يدور بداخلها أي عرس تريدون لي أيها البؤساء
ألم تروا على وجهى حزني وغياب فرحتي منذ أعوام عجاف!! كنت أبحث عن قوتي بين ركام الأيام ، وجدران وحدتي المتهالكة فوق أرفف الأحزان

-تنصت إلى نزيف قلبها والعمر الذى مر مسرعا دون استئذان ، فعلمت يقين العلم وأرسخت فكرة الاستغناء بداخلها عما يقتحم عالمها الخاص بها ، تضع قلمها على دفترها وتنظر من نافذة غرفتها تسمع أناس يقولون أن العروس من أجمل فتيات حارتنا !! تبتسم ابتسامة ساخرة من قولهم ، محدثة نفسها هل أصبحت حديثهم اليوم وشغلهم الشاغل ؟؟ يرتدون أغلى الثياب ورائحة عطورهم تملأ المكان هنا وهناك، وصوت انذار سياراتهم يتعالى فرحا لإستعجال العروس بالمجيئ ، الجميع قد حضروا في ميعادهم ولم يتأخروا برهة ، لكن ماذا عني أنا ؟؟ هل حضرت سعادتي معهم ؟؟ أم توارت في ليل كاحل يئن من غيابها عمر ضائع بين حيرة قلب ومتاهة روح
- جلست تحتسي فنجان قهوتها الساخنه وإرتدت معطفها القرمزي ، لم تلتفت إليهم ثانية ، تعطرت بأريج صمودها وتكحلت عينيها بعزة وانسدل شعرها بكبرياء كليلها الدامس ، لتسير في طريقها حاملة بقايا عمرا في حقيبتها وقلم يسطر حلم جديد لم تجهضه الأيام والهموم .
شيماء حجازي

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، ‏‏جلوس‏‏‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق