السبت، 20 يونيو 2020

أطلال الوادي بقلم الأستاذة / ناريمان جمال عوض


أطلال الوادي

تشعر بأريحية شديدة لعدم تسليم مفاتيح قلبها لغيرها، فأبوابه مغلقة وقد ألقت بمفاتيحه في جب عميق بواد سحيق ثم ردم الجب بحطام الوادي الذي دمر فضاعت المفاتيح بين أطلال الدمار...
ذاك الفخ العظيم المسمى بالحب تعلم قدره جيدا وتهابه قدر عظمته، قررت ألا تقربه كي لا تندم برفقته، تعرف جل المعرفة أن تلك المضغة القابعة بين الضلوع والمنحنية يسارا منحنا الله إياها لا لنتركها جانبا بل لنستخدمها دائما، فهي تدق طوال الوقت ولا تتوقف وتوقفها يعني توقف الحياة، لذا فإنها تحب الجميع بيد أنها لا تحب أحد(كلاهما حب أثبتته في الأولى مجمع ونفته في الثانية منفرد) من فرق بينهما حاذق فطن يعرف معنى الحب جيدا...
أما عن شغاف قلبها فلا يستحق أن يهون ولو على مالكته، فلتحفظه هي قبل الأخرين؛ فإن فرطت فرطوا وإن هان عليها عليهم هان..
ثمة أشخاص ينبشون في أطلال الوادي، ترى عم يبحثون؟ عن المفتاح الدفين، الذين هم عليه يتنافسون، أيحصل أحدهم عليه بفعل القدر أم أنه راقته دفنته تحت الثرى، ويبتهل لله في كل ليلة أن يظل هكذا مدفون كي لا يقع في أيادي قلب مغبون..
أيا فؤادها كن جسور، لا تخش في حياتك شيء ودع الدائرة تدور، اترك زمام أمورك لأقدارك تسيرها كيفما شاءت وإن بدت لك وكأنها ساءت، ففي الأقدار أسرار خفية، باطنها سعيد وظاهرها شقية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق