
عن كتاب الأيام
من الكتب التي تبقى في الذاكرة
فلا تمحى ابدا كتاب - الأيام - باجزائه
الثلاثة بدايات السيرة الذاتية في الادب العربي
شدتني تلك البداية الرائعة التي تشي بصعوبة
الكتابة في السيرة الذاتية والكاتب يجتهد ليتذكر
متى وعى بوجوده وعاه بالسمع واللمس فعرفنا
انه طفل مغروم ايما غرام بمعرفة كل شيء
هو "طلعة،" وقد كلفه ذلك ماكلفه.كلفه الايام.وعمره
في قريته ثم القاهرة ثم باريس
ولو لم يكن ذاك الطفل لماصار هذا الرجل
وانا ارى ان دراسة الجزء الاول للسيرة
يكشف لنا سر العبقرية والعزيمة والتالق الذي
اتسمت به شخصية طه حسين
كيف استقبل الحياة كيف استقبل افقدان البصر
كيف استقبل المعرفة كيف استقبل الموت
موت الاخت الاقرب اليه وموت اخيه الطبيب الطالب
كيف نظر الى مؤدبه والعريف كيف حفظ القران
وكيف نسيه وكيف. وكيف وكيف
ومن اقرب المشاهد الى نفسي هي تلك الحادثة التي غيرت.حياته حين تناول اللقمة بكلتا يديه
فاما اخوته فاغرقوا في الضحك منه واما امه فاجهشت بالبكاء
واما ابوه فقد قال له
"ماهكذا تؤخذ اللقمة يابني"
اما هو فلا يدري كيف قضى ليلته تلك
لكنه عرف من تلك الحادثة كيف يؤثث حياته
لينجح ويتالق ويتجاوز اعاقته فلايضحك منه احد
ولا يبكي لاجله احد ولا تعلمه الانفسه.
وقد فعل .
ما اجدر بنا ان ندرس هذا الكتاب لابنائنا التلاميذ
في بداية وعيهم بوجودهم لعلهم ينسون الدلال
والتواكل والكسل ويعرفون ان الاعاقة نفسية
قبل ان تكون جسدية.
ولعلهم يتخذون من هؤلاء العباقرة نماذج يحتذون
بها لا تلك المعاقة اخلاقيا التي يقدمها الاعلام
الممنهج ليضرب الجيل الجديد في مقتل
ويضرب مستقبل امة كاملة.
أمال بنعثمان

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق