
أغدا ألقاك " قصة قصيرة"
-احتارت كثيرا في أمره، ترك لها سؤال بلا جواب يزيد حيرتها!! يجعلها شاردة الذهن ، حياتها تغيرت كثيرا صار ليلها نهارا ، تشرق شمسها لتداعب قدميها الصغيرتين ، لم تر عينيها النوم في ليلها ، تركت له رسالة بمقبض سيارته معطرة بأريج وردة تختبئ بين أوراقها عبق حبها له ، ليراها عند عودته من عمله لتخفف عنه عناء عمله وإرهاقه، لعله يعلم أنها من تركتها له، لتخبره عن ما يخفيه بين أضلاعه وأظهره نبض قلبه التي تسمعه لحظة وجودهما معا، اعتادت أن تبوح لأوراق دفترها بما في قلبها ، ليته هو من يسبق قلمها وينصت لها
- حينما ترى سيارته تتسارع دقات قلبها وكأنها تراه هو أمامها !! هل هذا هو الحب الذى تفاجأت به أم ماذا ؟؟
ظلت تنتظر عودته من عمله لكي ترى ماهو بفاعل عند رؤية رسالتها بمقبض سيارته تراقبه بصمت كفراشة تعانقه بأجنحتها لتحجب عنه لهيب شمس قاسيه ، وحتي لا يزعجه قطرات عرقه المتساقطة من جبينه كحبات لؤلؤ متناثرة لعله يهديني إياها لأزين عنقي بها!! يعود بوجه شاحب مرهق وجسد هالك تتعالي بصدره أنفاسه المتعبه، ينقسم قلبها إلى شطرين لإرهاقه الدائم بعمله، تقترب خطواته المثقله من سيارته ، لأرى ابتسامته تطيح بعناء يومه في الهواء ودهشته التى أضحكتنا سويا حينما وجد وردتي عالقه، يأخذها ويحتضنها بين يديه ، وقتها تلتهم الغيرة قلبي ليتني أنا وردتك لأحظي بحنانك ورقة قلبك ، يجلس في سيارته ويميل برأسه قليلا باحثا عني ، ويشتم عبق رسالتي له في وردتي الحمراء ، أعلم أنه يحب كثيرا اللون الأحمر ، ربما يذكره بشموع لقاءنا الذي تمنيته كثيرا معه، لم أود يوما أن تقطف أصابعي ورقات وردتي لأسألها هل هو يحبني أم لا ؟؟ لم أحب فعل ذلك أبدا كالمراهقات التى لا يكتمل نضجهن ، وإنما تركته هو ليجيب على هذا السؤال !!
ما يجذبني إليه دائما هو اتزان عقله وحكمته وابتسامته التى تنير وجهه، وفي عيناه حديث لم تنطقه شفتاه ، مازال جالسا في سيارته مشغول الفكر حائر ، أقرأ جيدا مايدور بعقله الآن
-وكأنه يريد أن يراني ليتحدث معي ليشكرني عن وردتي هذه !!
أم سيتحدث عما بداخله وما أخفه قلبه وأرهقه الكتمان ؟؟
مر بنا الوقت مسرعا وهو لا يريد الذهاب ينتظر مجئي
وأنا أردد في قرارة نفسي أغدا ألقاك .
✏شيماء حجازي

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق